11- للصائم فرحتان:
في حديث أبي هريرة الماضي: ((للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)) ([30]).
قال القاضي عياض: " أما فرحته عند لقاء ربه فبيّنة؛ لما يراه من الثواب وحسن الجزاء، وأما عند إفطاره فلتمام عبادته وسلامتها من الفساد وما يرجوه من ثوابها، وقد يكون معناه: لما طبعت النفس عليه من الفرح بإباحة لذة الأكل وما منع منه الصائم وحاجته إلى ذهاب ألم الجوع عنه " ([31]).
12- الصيام لا يعدله شيء :
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله مُرْني بأمر آخذه عنك، قال: ((عليك بالصيام فإنه لا عدل له))([32]).
قال السندي: " ((فإنه لا مثل له)) في كسر الشهوة ودفع النفس الأمّارة والشيطان، أو لا مثل له في كثرة الثواب" ([33]).
13- الريان للصائمين :
عن سهل بن سعد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد))([34]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم))([35]).
قال النووي: " قال العلماء: معناه من كان الغالب عليه في عمله وطاعته ذلك "([36]).
وقال أيضاً: " قال العلماء: سمي باب الريان تنبيهاً على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى وعاقبته إليه وهو مشتق من الري " ([37]).
14- شفاعة الصيام :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان)) ([38]).
قال الطيبي: "والقول من الصيام والقرآن إما أن يُأَوَّل أو يجرى على ما عليه النص، هذا هو المنهج القويم والصراط المستقيم، فإن العقول البشرية تتلاشى وتضمحل عن إدراك العوالم الإلهية ولا سبيل لها إلا الإذعان له والإيمان به " ([39]).
وقال الملا علي قاري: " وهذا دليل على عظمتهما " ([40]).
([1]) معالم التنـزيل ( 1 / 196 ).
([2]) تفسير ابن كثير ( 1 / 318 ).
([3]) الصيام ورمضان في السنة والقرآن ( ص: 119 – 120 ).
([4]) الصيام ورمضان ( ص: 120 ).
([5]) أخرجه البخاري - كتاب المحصر - باب الإطعام في الفدية نصف صاع (1816)، ومسلم في الحج (1201).
([6]) تفسير الطبري (5/57).
([7]) الصيام ورمضان ( ص: 120 ).
([8]) الجامع لأحكام القرآن ( 2 / 399 ).
([9]) الصيام ورمضان ( ص: 123 ).
([10]) جامع البيان ( 5 / 30 ).
([11]) الصيام ورمضان ( ص: 124 ).
([12]) تفسير القرآن العظيم ( 1 / 811 ).
([13]) جامع البيان ( 12 / 10 ).
([14]) رواه البخاري في الصيام، بـاب إذا جامع في رمضـان لم يكـن له شيء (1936)، ومسلم في الصيــام (1111).
([15]) فتح الباري ( 4 / 197 ).
([16]) أخرجه البخاري في الصيام، باب هل يقول إني صائم إذا شتم ؟ برقم ( 1904 )، ومسلم في الصيام برقم
( 1151 ).
([17]) صحيح: أخرجه النسائي في الصيام، باب فضل الصيام برقم ( 2231 )، وابن ماجه في الصيام، باب ما جاء في فضل الصيام برقم ( 1639 )، وأحمد في مسنده ( 4 / 22 )، وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (982).
([18]) التمهيد ( 19 / 54 ).
([19]) الإكمال ( 4 / 110 ).
([20]) فتح الباري ( 4 / 125 ).
([21]) فتح الباري ( 4 / 125 ).
([22]) رواه مسلم في الصيام برقم ( 1151 ).
([23]) فقه الصوم ( 1 / 29 ).
([24]) التمهيد ( 19 / 60 ).
([25]) أخرجه البخاري في الصيام، باب الصوم كفارة برقم ( 1895 )، ومسلم في الإيمان برقم ( 144 ).
([26]) مرقاة المفاتيح ( 9 / 328 ).
([27]) تقدم تخريجه.
([28]) النهاية ( 2 / 67 ).
([29]) التمهيد ( 19 / 57 ).
([30]) تقدم تخريجه.
([31]) الإكمال ( 4 / 112 ).
([32]) صحيح: أخرجه النسائي في الصيام، باب فضل الصيام برقم ( 2220 )، وابن خزيمة في الصيام، باب فضل الصيام وأنه لا عدل له من الأعمال برقم ( 1893 )، وقال ابن حجر في الفتح (4 / 126): " إسناده صحيح"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1937 ).
([33]) شرح سنن النسائي ( 4 / 165 ).
([34]) أخرجه البخاري في الصيام، باب الريان للصائمين، برقم ( 1896 )، ومسلم في الصيام برقم ( 1152 ).
([35]) أخرجه البخاري في الصيام، باب الريان للصائمين، برقم ( 1897 )، ومسلم في الزكاة برقم ( 1027 ).
([36]) شرح مسلم للنووي ( 7 / 116 ).
([37]) المرجع السابق.
([38]) رواه أحمد في مسنده ( 2 / 174 – 6626 )، والحاكم في المستدرك ( 1 / 740 )، وقال: " صحيح على شرط مسلم "، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 3 / 181 ): " رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح "، وصححه الألباني في صحيح الترغيب ( 1 / 483 )، ولم أعثر عليه عند
الطبراني.
([39]) شرح الطيبي على المشكاة ( 4 / 141 ).
([40]) المرقاة شرح المشكاة ( 4 / 454 ).