هتم الأنثى بشعرها أشد الاهتمام وتعتبر تاج جمالها فتعتني به أشد العناية، وتبالغ أحياناً بذلك وتفزع أشد الفزع عندما تلاحظ بعض شعيرات وقد تساقطت فتسرع في البحث عن وسيلة العلاج، وبالتالي لابد وأن تجد الاهتمام الكافي من الطبيب المعالج، مبيناً لها تلك الحالة، إن كان التساقط طبيعياً أو يحتاج إلى علاج حتى لا تلجأ بعد ذلك إلى عديمي الخبرة والدجالين فيفسدوا لها ما تبقى من الشعر السليم.
ففي هذا العصر نتيجة للمبالغة الزائدة في أدوات التجميل من فرد وكي وتجعيد وأصباغ للشعر أصبحت نسبة كبيرة من السيدات تشكو من ظاهرة تساقط شعر الرأس، وفي أغلب الأحيان يكون السبب والمسبب هي السيدة نفسها، ورغم هذا فقد يقع اللوم على الحضارة أحياناً لما قذفت به علينا من بعض الأضرار.
إن مرض الصلع نادر جداً في الإناث. ويكون تساقط الشعر عادة موزعاً على شعر الفروة إذ يفقد كثافته وغزارته ولكن تظهر في بعض الأحيان بقع ملساء على فروة الرأس خالية من الشعر.
أسباب تساقط الشعر في الإناث
هناك عوامل أخرى بالإضافة إلى ما جرى ذكره سابقاً تؤثر على نشاط بصيلات الشعر خاص في الإناث وبالتالي تكون سبباً لتساقط شعر فروة الرأس وسأذكر هنا بعض هذه الأسباب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1- حبوب منع الحمل:
استعمال حبوب منع الحمل لعدة سنوات قد تؤدي إلى تساقط الشعر وذلك بتأثير الهرمونات التي تحويها تلك الحبوب. ويعتمد نسبة التساقط على تركيز الهرمونات بها. هذا النوع من التساقط مؤقت إذ لا تلبث وأن تعاود البصيلات نشاطها السابق وتعوض الشعر المتساقط وذلك بعد التوقف عن استعمال حبوب منع الحمل.
2- التساقط أثناء الحمل:
يحدث تساقط شعر فروة الرأس أحياناً بين الحوامل بعد الشهر الثالث، إذ أن نسبة كبيرة من بصيلات الشعر تدخل في مرحلة الراحة أو الخمول وبالتالي تقل نسبة الشعر النامي وسبب ذلك قد يكون فقر الدم أو التوترات العصبية أو بسبب زيادة إفرازات الغدة الدرقية أو نتيجة عوامل أخرى تحدث أثناء فترة الحمل.
حاصة شاملة
انبعاث طور الراحة
(Telogen Effluvium)
الحاصة الاندروجينية
(حاصة مع حبوب الشباب)
نفس المريض (بعد العلاج)
3- اتباع نظام غذائي قاسي لإنقاص الوزن:
إن لذلك أثراً بالغاً على نشاط بصيلات الشعر. فإذا كان ولا بد من إنقاص الوزن فيجب أن يكون نظام الأكل متوازناً. فإذا أرادت السيدة اتباع نظام معين لتخفيف وزنها، فلا بد وأن تتناول الفاكهة والخضار والبروتينات الضرورية لبناء الجسم والمحافظة على حيويته "وقليل دائم خير من كثير زائل".
4- تساقط "ذات اليد":
المقصود بهذا أن التساقط مفتعل نتيجة استعمال أدوات التجميل المختلفة ومن هذه العوامل التي لها أثر هام على تساقط الشعر.
(أ) فراشي الشعر:
يجب أن تكون فرشاة الشعر من النوع الذي لا يؤذي الفروة والشعر كذلك. فاستعمال الفراشي المصنوعة من النايلون القاسي أو المشدودة بالسلك قد يكون له أثر ضار.
(ب) تسريح الشعر:
إن طريقة تسريح الشعر وتصفيفه له أثر هام. إذ قد يؤدي ذلك إلى عدم تلبد الشعر أو تشابكه مع بعضه البعض. يفضل أن يسرح الشعر ويسدل على الحاجبين ودون الإسراف في شد أطرافه. إن شد الشعر بعنف وتركه مربوطاً لمدة طويلة قد يؤدي إلى التساقط وتلاحظ هذه الظاهرة جيداً بين طالبات المدارس. إذ تعمد الأمهات إلى شد شعر بناتهن إلى الخلف. فيجب إلا تستعمل طريقة الشد بقوة بالأربطة المختلفة.
كما أن استعمال التقليعات المختلفة عند تسريح الشعر قد يؤدي إلى التساقط خاصة عند فرد الشعر أو تجعيده كما هو الحال في تسريحه "النيغرو" إذ تؤثر المواد الكيماوية المستعملة على لمعان الشعر وحيويته وتؤدي إلى التقصف والتساقط.
(جـ) الاستعمال المتكرر لمجفف الشعر "الشسوار":
إن الحرارة الزائدة قد تؤدي إلى إذابة الروابط بين أجزاء الشعر، ويُفقد ذلك لمعان الشعر ويسبب تقصفه وبالتالي إلى التساقط.
(د) لفافات الشعر:
خاصة الأنواع المصنوعة من المعدن، إذ أن شد الشعر ولفه بقوة حول اللفافات وتركه لمدة طويلة وأحياناً النوم بها قد يُجهد البصيلات ويؤدي إلى تساقط الشعر. فإذا كان ولا بد من استعمال اللفافات فيجب أن يكون ذلك في المناسبات وليس بعد كل حمام. كما يفضل استعمال الأنواع البلاستيكية وعدم شد الشعر بقوة حولها وعدم تركها لمدة طويلة، إذ لا بد من فك الشعر منها بعد ساعة أو ساعتين على الأكثر ويسرح بعدها الشعر بفرشاة ناعمة.
(هـ) فرد الشعر:
إن فرد الشعر له أثر بالغ الضرر، إذ ينتج عن ذلك تساقط الشعر بغزارة وقد يبقى أثره إلى أمد طويل.
تستعمل طريقة فرد الشعر بين ذوات الشعر المتجعد. ويتم ذلك بفرك الشعر بمواد كيماوية وهي القلويات مثل أملاح الصوديوم المركزة. تحلل هذه المواد الروابط بين أجزاء الشعر، فينبسط نتيجة فقدانه صلابته، وتصبح الشعرة لينة. يفرد الشعر بعد ذلك ويثبت بمواد كيماوية مثل "الفورمالدهايد" أو "البرمنغنات" أو غيرها من المستحضرات المتنوعة. ويبقى الشعر بعد ذلك مفروداً لعدة أسابيع.
(و) تمويج الشعر:
طريقة أخرى للعبث بالشعر، يكون نتيجتها التساقط كذلك. وتستعمل هذه الطريقة بين ذوات الشعر الطبيعي. وتتم هذه بوضع مواد كيماوية حامضية على الشعر مثل مادة "حامض الثايوجلايكولك" الذي يفتت الروابط بين أجزاء الشعر حيث تعمل تلك الروابط على تماسك الشعرة والمحافظة على قوتها وصلابتها وشكلها.
ونتيجة لذلك تتجعد الشعرة وتثبت في الوضع والشكل الذي تريده ثم يوضع على الشعر مادة مؤكسدة.
إن طريقة فرد الشعر وتمويجه لا يؤدي إلى تساقط الشعر فحسب بل قد يُؤذي فروة الرأس ويسبب لها أضراراً ومضاعفات كثيرة.
(د) الأصباغ:
أصباغ الشعر كثيرة ومتنوعة، منها ما يستخدم لشعر فروة الرأس ومنها ما يستعمل لصبغ شعر الذقن أو الشارب في حالة زيادة نمو شعر الوجه عند السيدات وسأبين أهم هذه الأنواع:
(أ) ماء الأوكسجين:
هي مادة مؤكسدة تؤدي إلى أكسدة المادة الملونة للشعر وبذلك تفقد الشعرة لونها، وينتج عن ذلك شعر فاتح اللون. إذا تكرر استعمال هذه المادة فإن الشعر يفقد لونه كلية. وإذا استعمل ماء الأوكسجين على شعر الفروة لفترات متكررة فإن الشعر يفقد لمعانه ويصبح جافاً ويتقصف بعد ذلك.
(ب) الأصباغ النباتية:
هي أفضل أنواع الأصباغ المستعملة للشعر وأقلها ضرراً إذا استعملت بطريقة سليمة وبدون إسراف.
وأهم هذه الأصباغ النباتية، "صبغة الحناء" وتستعمل بكثرة في بلاد الشرق وقد يضاف إليها مادة "الانديغو" التي تعطيها اللون الأسود. وتستعمل هذه الأصباغ عادة لإخفاء شعر الشيب.
(جـ) الأصباغ المعدنية:
كثيرة ومتنوعة منها ما يحوي مركبات النحاس أو الكبريت أو الرصاص وكل نوع من هذه الأصباغ يعطي لوناً معيناً للشعر بعد صبغه.
إن للأصباغ المعدنية أضراراً جانبية خطيرة، إذ قد يؤدي امتصاص تلك المركبات من فروة الرأس إلى تسمم عام بالجسم.
(د) الأصباغ الصناعية:
من مميزاتها بأن تأثيرها يبقى لمدة طويلة. كما أنه لا يحتاج إلى تكرار الصبغة، إذ يكفي أن يفرك الشعر مرة واحدة بقدر مناسب منها لتؤدي الغرض المطلوب.
من الأصباغ الصناعية مادة "البارا فينيلين داي أمين" وهي مادة مؤكسدة مثل ماء الأوكسجين.
إنها طريقة سهلة الاستعمال ولكن من أهم عيوبها إن تلك الأصباغ غالباً ما تؤدي إلى حساسية موضعية حادة، حيث تظهر أعراض منها: الحكة والالتهابات بفروة الرأس أو على الأماكن التي تعرض لتأثير تلك الصبغة.
ملاحظة:
قبل استعمال صبغة الشعر خاصة الصناعية منها والتي تحوي على مركبات كيماوية أو معدنية يجب أن يجري اختبار للحساسية لتلك المادة حتى يمكن معرفة مدى تقبل الجلد لذلك النوع حتى ولو استعملت تلك الصبغة في السابق. إن كثيراً من المواد قد لا يظهر أثرها إلا بعد الاستعمال المتكرر.
كيف يمكن إجراء اختبار الحساسية؟
يمكن إجراء الحساسية بطريقة سهلة، وذلك بوضع قليل من الصبغة على الجلد، وليكن على منطقة أعلى الساعد. ثم تغطي بقطعة قماش صغيرة. وتثبت مكانها بواسطة لاصق خاص أو نوع من الورق الشفاف اللاصق العادي. ويجب ملاحظة عدم استعمال البلاستر حيث أن مكوناته قد تكون سبباً للحساسية. تترك هذه مدة من الزمن حوالي 48 ساعة. فإذا ظهر احمرار وحكة وأحياناً قد تظهر فقاقيع على الجلد خاصة إذا كان أثر تلك الصبغة قوياً. ومعنى ذلك أن الجسم يرفض هذه المادة وقد تسبب حساسية موضعية عند استعمالها. لذا يجب عدم استعمالها والبحث عن بديل إذا كان هناك إصرار على استعمال الأصباغ.